مقالات
ووصل الأرحام .. من روح الصيام
الجمعة 12 شوّال 1443هـ 13 مايو 2022مـ
مقالات
0 تعليق
إذا كنا قد أمرنا أن نستكثر في رمضان من خصال الخير ؛ فإن من أعظمها وأجلها؛ صلة الأرحام ، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : دلني على عمل يدنيني من الجنة ويباعدني من النار، قال: ( تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصل ذا رحمك)..فلما أدبر الرجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن تمسك بما أمر دخل الجنة ) [رواه مسلم/١٣]
#.. هذا في مصير الآخرة، أما في مسير الدنيا فقد قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) [ متفقٌ عَلَيهِ]. يعني..يوسع الله له رزقه، ويطيل عمره..وفي هذا المعنى جاء الحديث : ( ألا أدُلُّك على أكرمِ أخلاقِ الدنيا والآخرةِ ؟ أن تصِلَ من قطعَك ، وتُعطي مَن حرمَكَ ، وأن تعفُوَ عمن ظلمَكَ) .وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله فقال: (اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ) صححه الألباني في صحيح الترغيب ،برقم (٢٤٦٧)
#.. ويزداد المرء فضلا لو وفق للإصلاح بين من تقطعت أواصرهم بفساد ذات بينهم ممن هم اخوة في الدين من غير رحم.. فالأخوة الإيمانية رحم أخرى، يتراحم بها الأصفياء..وعن هؤلاء قال الله تعالى : ( لاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) (النساء/١١٤)
#.. وتظل أيام رمضان مت أعظم مناسبات العام للقيام بهذا العمل الصالح، والخلق الحسن.
فاللهم صلنا برحماتك.. حتى نكون واصلين لأرحامنا، مصلحين لذات بيننا .. آمين