مقالات

زاد التقوى من رمضان ..لبقية العام

date

الجمعة 12 شوّال 1443هـ 13 مايو 2022مـ

category

مقالات

comment

0 تعليق

زيادة التزود من التقوى في شهر الصيام ؛ هو سر رمضان وعظمته ، وغاية الصوم وثمرته، ولهذا كتب الله الصوم علينا وعلى الذين من قبلنا شهرا كاملا من كل عام.. لاستجماع الرصيد والزاد لبقية العام، فقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [ البقرة/١٨٣]

# ..تتعدد الأقوال في تعريف التقوى وتوصيف المتقين، ولكن من عايشوا أجواءها، ولامسوا جوهرها، وأحيوا حياتهم بها من سلفنا الكرام ، هم أقرب من يقربنا لفهمها، نظرا لقربهم منها ، وقد سئل عنها أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لسائله: " هل أخذت طريقا ذا شوك؟ قال نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه، قال: ذاك التقوى" .

وما أكثر الطرق الشائكة بالفتن في عصرنا.. ورمضان فرصة للتعود على اجتنابها والنجاة منها

#.. وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه - مبينا حقيقتها : " هي أن يتقي ربه، حتى من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض مايرى أنه حلال، خشية أن يكون حراما، ليكون حجابا بينه وبين الحرام"

، وكشف الصحابي الجليل- طلق بن حبيب - عن روح التقوى فقال: " هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله "[ جامع العلوم والحكم ٢/٤٠٠]

#.. وزيادة الأخذ من الحسن الجميل من الأعمال بالتقوى، لايغني عن ترك السيئ والقبيح منها ، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (الصوم جنة) [متفق عليه] والجنة _ بضم الجيم _ هي مايتقى به من الضرر والأذى، ولا أشد ضررا على الإنسان من المعاصي والذنوب، ولهذا قال بعض أهل التفسير في معنى (لعلكم تتقون )..اي تتقون المعاصي.

فاللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا.. آمين