مقالات
زادك للقبول..وتجارتك التي لن تبور
الجمعة 12 شوّال 1443هـ 13 مايو 2022مـ
مقالات
0 تعليق
جاء اقتران القرآن برمضان.. لتنزله في أعظم لياليه، واقتضت الحكمة فرض الصيام فيه ؛ لأنه أقوى أسباب إزاله العوائق وقطع العلائق الحاجبة عن مطالعة أسراره والتفهم لأحكامه وأخباره، ولذلك عد السلف الكرام شهر الصيام شهر القرآن، تلاوة ، وتدبرا ، وتعبدا وتخلقا ..
# .. فلما سئل الإمام الزهري عن ما ينشغل به المرء في رمضان قال : ( إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام )..وكان الإمام الثوري إذا دخل رمضان ؛ ترك العبادات غير المتعينة فيه وأقبل على تلاوة القرآن، وكان الإمام مالك إذا دخل الشهر؛ هجر مجالس العلم، وأقبل على التلاوة من المصحف [ كتاب وظائف رمضان لابن رجب ص٤٣ ]
#.. وكان مقصودهم من تقديم القرآن على غيره التفرغ للتدبر، زيادة في استجلاب المحاب المقدمة عند الله، وتتمثل في عشرة أسباب ، كما عدها الإمام ابن القيم؛ حيث قال : " أولى هذه الأسباب : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه" [ مدارج السالكين ٣/٧]
#.. وبتلك المحبة يتوجب أن نعد رمضان موسما لأربح التجارات، متسابقين فيه ومسارعين للخيرات، لنوال أعلى الدرجات، كما قال الجواد الكريم سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) [ فاطر/٣٠]..
#.. وقد يسأل سائل : هل هناك أعلى من ذاك الشكر والغفران من الرحمن ..؟..
والجواب نعم ..أن تكون ياصاحب القرآن من خاصة الرحمن؛ الذين قال عنهم الرسول عليه الصلام والسلام : ( إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن هُم ؟ قالَ : أَهْلُ القرآنِ ، هم أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ)
[رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (١٧٨) ]
فاللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يارب العالمين