مقالات
![](https://shareah.net/images/menu/writing.png)
تغيير الخُطط..في مواجهة خُطط التغيير
![date](https://shareah.net/images/article/date.png)
الأربعاء 10 شوّال 1443هـ 11 مايو 2022مـ
![category](https://shareah.net/images/article/cat.png)
مقالات
![comment](https://shareah.net/images/article/comment.png)
0 تعليق
تحت هذا العنوان؛ كتبتُ عدة مقالات في مجلة البيان التي تصدر من لندن وتطبع في الرياض، والتي اعتُقل مؤخرًا رئيس تحريرها ومجلس إدارتها؛ الفاضل المِفضال / الأستاذ الشيخ: (أحمد الصُوَيَّان) فرَّج الله عنه وعن كل المظلومين المقهورين .. وقد جاءت تلك المقالات في أعقاب نازلة الغزو الأمريكي للعراق عام 1424 هـ - 2003 م، وهي الكارثة التي أحدثت زلزالًا مروعًا على مستوى الأمة، لم تتوقف توابعه وارتجاجاته المزلزلة حتى اليوم، حيث تبين أن ذلك الغزو كان مقدمة لحرب صليبية ويهودية عالمية شاملة، هي التي أعلنها بوش الابن مع إدارته اليهودية، ولازالت فصولها المتتابعة تتوالى حتى اليوم..
• تزامن مع ظروف غزو العراق - قبلها وبعدها - الكشف عن عدد من المخططات والأطروحات والمشروعات التي تستهدف أمتنا بوجه عام، أو لها تعلق بها في بعض وجوهها، مثل مشروعات: (القرن الأمريكي) و(الشرق الأوسط الجديد.)..ثم الكبير، و مشروع (الشرق أوسطية) و(خريطة الدم) وكذلك أطروحة (صدام الحضارات)..ونظرية (نهاية التاريخ) وكلها مشروعات يمكن- لمن أراد - الاطلاع على أبعادها ومراميها من محركات البحث..ولكي يصلوا إلى تحقيق هذه المشروعات وتطبيق تلك الأطروحات؛ تطلب الأمر أن يبدأ الغرب بما أسمته مادلين أولبرايت (الغموض البناء) ثم ما وصفته كوندليزا رايس بـ ( الفوضى الخلاقة)..! لتنطلق بعدها حروب بلا حدود سياسية أو أخلاقية..
• تبين لكل متابع من المسلمين بعد غزو العراق أن أعداءهم يخططون ويدبرون مطمئنين، وكأنهم قد أمِنوا وأيقنوا أن هذه الأمة لم يعد فيها عقلاء يفكرون لها أو أمناء يُخلصون في العمل لأجلها، مع أن الحقائق الواقعية والمسلمات الشرعية تشهد بأن الأمة الخيرية لم تعقم في ماضيها، ولن تعْدم في حاضرها ومستقبلها وجود علماء وعقلاء وحكماء، قد أوجب الله عليهم القيام بشأن أمتهم، وفرَض عليها أن تأخذ برأيهم ، ولهذا جعل للصالحين الناصحين منهم حق الولاية الأصلية، وهي (الولاية العلمية) التي تسبق حق (الولاية السياسية) حيث لا مشروعية للثانية إلا بالأولى، فالولاية العلمية هي المقصودة في الأساس بقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (59/النساء).
• كان المقترح وقتها في تلك المقالات أن يبادر المسلمون عمومًا، والإسلاميون منهم خصوصًا ؛ إلى مواجهة خطط التغيير التي يرتب لها الأعداء، بتغيير الخطط من طرف المسلمين المستهدفين بالعداء، ولن يتم ذلك بصورة عملية إلا بعد تأهيل قيادة للأمة، من خلال تفعيل الفريضة الشرعية التي غيبتها الأنظمة العلمانية، وهي رد الاعتبار لـلعلماء والدعاة والمفكرين والمختصين الأحرار ، الذين تتشكل منهم (الولاية العلمية) التي أوجب الله إقامتها، وفرض طاعتها في قوله عز وجل : ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ (النساء/83)..
• لهذا كان المطروح في ذلك الوقت أن يبدأ الإسلاميون عمليًا في إعداد هيئة تجمع الفضلاء من العلماء والدعاة والمفكرين الاختصاصيين فيما سُمي وقتها بـ (رابطة الدُعاة) حيث يشترط لنجاحها أن تنأى بنفسها عن التقيد بالعقبات والمعوقات الثلاث التي تُفسد وتُفشل كل مشروع جاد، وهي قيود (الرسمية) و(الحزبية) و(العنصرية) وكان المتصور أن تفرز تلك الرابطة مجامع للعلماء المستقلين في كل قطر، وروابط أخرى من المختصين لتقديم الرؤى والحلول التي تفيد في تنزيل الأحكام الشرعية على المستجدات والنوازل الواقعية، بما يمكن أن يمثل نواة لمؤسسة (الحل والعقد) التي يفترض أنها تشكل عقلًا جماعيًا وقلبًا واعيًا وساعدًا مساعدًا من الأمة وللأمة، يدبر لها ويدير شؤونها، في ضوء ثوابت شرعها ومواضع مصالحها...
وقد كان التجاوب مع المقترح في وقته مثمرًا وجادًا وكبيرًا...وهي قضية لاتزال لها أولوية ..وقصة لها بقية.....