مقالات
الإرهابيون (( " الأبرياء" )) !!!
الاثنين 8 شوّال 1443هـ 9 مايو 2022مـ
مقالات
0 تعليق
تجار الحروب ومقاولو الدم والهدم في هذا العصر ينسبون أنفسهم إلى مسيح السلام – عليه السلام – مرددين ما ينسب إليه من قوله : (أحبوا أعداءكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم...باركوا لاعنيكم .. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم)
"بركات" هؤلاء "المحبين" و"إحسانهم وصلواتهم" وصلت ولاتزال تصل إلى ملايين البشر قتلا وحرقا وحربا وحصارا وإفقارا .. ومع هذا لازالوا يرددون – في براءة - ما ينسبونه إلى الإنجيل : (من ضربك على خدك، فاعرض له الآخر أيضا، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضا) ! .. (كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم)!
نتائج هذه "الرحمة" اللاإنسانية، أظهرتها الحروب الصليبية قديما، والصراعات الاستعمارية الرأسمالية حديثا..
حاولتُ إحصاء حصاد الإرهاب الصليبي الغربي الذي طال كل أصناف البشر في أرجاء الأرض، فوجدت أنه منذ عمليات التوحش الأنجلوساكسوني الذي أباد 12 مليونا من الهنود الحمر في أثناء القرن التاسع عشر، فقد تسبب هؤلاء منذ بداية القرن العشرين وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 في مقتل نحو مئة وعشرة ملايين من البشر، منهم ما يزيد عن ستين مليونا في الحرب العالمية الثانية وحدها، ثلثاهم من المدنيين. وهي حرب لم يشعلها الموحدون، - ولا حتى الوثنيون- وإنما أوقد نارها الغربيون الصليبيون أصحاب شعار (الله محبة) !!
ومنذ منتصف القرن العشرين وانتهاء تلك الحرب الثانية، وفي ظل رقابة الأمم المتحدة ومجلس(الأمن) الدولي .. سقط ما يزيد عن اثنين وثلاثين مليونا من البشر، جراء حروب وصراعات رأسمالية، ذات مسكة صليبية ومسحة يهودية...
هذه الإحصاءات بأرقام وتواريخ وتفاصيل طويلة، تجدها في مصدر غربي – غير متحامل على الغرب ولا مجامل للمسلمين والعرب، وهو(الكتاب الأسود للرأسمالية) تأليف: جان جوريس - و جيل بيرو- و موريس كوري)
وهذه الأرقام تعني أن من يديرون اليوم ما يسمى (الحرب العالمية على الإرهاب) تسببوا بإرهابهم "البرئ جدا" في إزهاق أرواح نحو مئة وأربعين مليونا من البشر، مع أضعاف أضعافهم من المقعدين والمفقودين والمشردين، وذلك في أقل من عشرة عقود ..!!
ما هذه (البراءة) كلها أيها الإرهابيون..!؟