مقالات

اقتناص فرص الزمن.. في عهود الهرج والفتن

date

الجمعة 12 شوّال 1443هـ 13 مايو 2022مـ

category

مقالات

comment

0 تعليق

مع بدء شهر ذي القعدة؛ تبدأ أيام الأشهر الحرم الثلاثة المتواليات: ذو القعدة، وذو الحجة والمحرم ، وقبلها شهر رجب، كما قال الله عزوجل: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) (التوبة/٣)

#..فهي شهور جديرة بالاغتنام، بالبعد عن الآثام ، وبالإكثار من العبادات والطاعات سائر تلك الأيام، لأن العبادة فيها خير من غيرها، كما أن السيئات فيها أسوأ منها في سواها ، وقد نقل الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية عن قتادة قوله : " العمل الصالح أعظم أجراً في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهن، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً " .

#.. ولزماننا الذي نعيشه خصوصية إضافية في العبادة ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم مثل أيامنا ب : (أيام الصبر)..وقال ( إن من ورائكم أياما، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر؛ للعامل فيهن أجر خمسين) قيل يارسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: (بل منكم) رواه الترمذي وحسنه .

#.. وقد سمى - عليه الصلاة والسلام - أزمنة الفتن بالهرج - بفتح الهاء وتسكين الراء - وقال : ( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ) [رواه مسلم / ٢٩٤٨ ] فهي على ثقلها وسوادها ؛ فرصة عظمى لنوال العابدين الطائعين أجر المهاجرين الأولين إلى دار هجرة سيد الأولين والآخرين ..

فاللهم وفقنا لأجر الهجرة إليه ، وصل وسلم وبارك عليه.