ابن سلمان .. وأمراء آخر الزمان.
الاثنين 16 جمادى الأول 1446هـ
18 نوفمبر 2024مـ
كتبت كما كتب كثيرون من الغيورين عن قبلة المسلمين في بلاد الحرمين - محذرين من مآل أفعال المغامرين المتهورين - أمثال ابن سلمان - في استعجال الوبال واستدعاء عقوبات رب السماء..
فقد قطع هذا الغر المغرور الكثير مما أمر الله به أن يوصل منذ أن سلمه أبوه مقاليد الولاية ليبلغ بها أسوأ غاية ، حتى أوصل " عاصمة التوحيد" _ كما كانت تسمى _ إلى مأوى لكل شيطان مريد، في حالة أغرت حثالة الناس على الإسراف في الإسفاف البالغ حد الاستخفاف بحرمات الدين و المس بأقدس مقدسات المسلمين، في ظل غياب دور الصالحين وتغييب المصلحين في غياهب السجون..وفي حالة حرب إبادة شاملة لأحرار أهل فلسطين، ووسط تكبيل وتعطيل جماهير المسلمين عن نصرة ونجدة المستضعفين ..
●.. ولم يعد الأمر محتملا للسكوت بعد أن أذن ولي الأمر يكان- باسم الفن والترفيه - لهامانه المهين للقب (آل الشيخ)؛ بإهانة أعظم المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فيجعل مجسما شبيها بالكعبة المشرفة في البيت الحرام؛ مثارا للسخرية في عرض شائن شنيع لأزياء العاريات غير الكاسيات، من الكافرات المشركات، يطفن راقصات بمثيل الكعبة تعريضا بقدسيتها. وهزءا بتخصيصها بطواف أهل التوحيد منذ أن بناها إمام الموحدين _ إبراهيم _ حتى جعلت قبلة للمؤمنين في ملة خاتم المرسلين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين.
●.. ولو رحنا نرصد مظاهر حرب ابن سلمان ورهطه على حرمات ومقدسات ومقدرات أهل الإيمان في جزيرة الإسلام خلال مامضى من سنوات حكمه؛ لما وسعتنا عشرات المقالات في مئات الصفحات، ولكن حسبنا أن ربنا قد تكفل بحفظ دينه، وتعهد بعودة الإسلام رغم غربته ليظهره على الدين كله على يد طائفة على الحق ظاهرين ولعدوهم قاهرين.
●.. ونحن على يقين بأن الزمان يسير نحو حشد هذه الطائفة المنصورة باتجاه أرض المسجدين بعد أحداث عظام قادمة، لا ندري ..لعل أفعال أمثال ابن سلمان من مقدماتها، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(إنَّ الإسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كما بَدَأَ، وَهو يَأْرِزُ بيْنَ المَسْجِدَيْنِ، كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ في جُحْرِهَا) [رواه مسلم برقم ١٤٦] .
●.. أما أمثال ابن سلمان من المحادين للحرمات والمقدسات ؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا عنهم، وحذرنا منهم ودلنا على طريق التعامل معهم، حين قال صلى الله عليه وسلم:
( مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ )..[ رواه مسلم برقم ١٠٠].
فاللهم احفظ الحرمين ممن ينتهك حرمتهما .. وأبدلهما خيرا ممن بليا بولايتهما.. واجعل ولايتهما فيمن خافك واتقاك واتبع شريعتك واهتدي بهداك.