مقالات
(ثورة الغلابة)..في أمريكا !!
الاثنين 8 شوّال 1443هـ 9 مايو 2022مـ
مقالات
0 تعليق
بينما كان كثير من الناس يتوقعون مظاهرات عارمة في أنحاء الديار المصرية فيما اشتهر ب (ثورة الغلابة) احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية، ومصادرة حقوق الإنسان الأولية.. إذا بهم يفاجأون باندلاع مظاهرات كبرى في أنحاء الولايات الأمريكية احتجاجا على نتائج انتخابات جرت بطريقة (غاية في الحيادية)..!
* لم يستطع "غلابة" مصر التعبير عن "غلبهم" وقهرهم في يوم 11/11...لأنهم مقهورون مغلوبون على أمرهم في ظل "الديمقراطية" المصرية ذات المخالب والأنياب ..التي لاتسمح للضحية أن تصيح حتى وهي تذبح .. باسم المحافظة على الاستقرار و الأمان والشرعية..!
* في أمريكا التي يرى ساستها أن بلاد العرب والمسلمين لاتستحق الحرية ولا الديمقراطية إلا إذا كانت مغلفة في صناديق مزيفة كديكور لأنظمة ديكتاتورية... تسمح الديمقراطية الأمريكية للجماهير الغاضبة أن تخرج بلاتصريح.. بعشرات الآلاف في ولايات عديدة، دون أن يتهموا بالتخريب والفوضى.. أو أنهم يريدون بأمريكا مصيرا كمصير "سوريا"..!
* المظاهرات التي عمت أنحاء أمريكا - وياللمفارقة - جاءت للاعتراض على نتائج انتخابات (حرة) في ظل منافسات (شفافة) ..لم يقع في فرز أصواتها (تزوير) .. ولامورس في دوائرها الانتخابية(بلطجة)... وفاز فيها مرشح لم يجلس على كرسي الحكم ولو ليوم.. ولم يعطوه (فرصة) ولو لعام .. !..ومع ذلك لم نر دبابات الجيش ولا شرطة الولايات وهي مشهرة أسلحتها في وجوه العزل من داخل المصفحات..!
* العجيب أن الشعب الأمريكي الذي تثور قطاعات عريضة منه على المساس السياسي "المحتمل" ببعض حقوقه.. هو هو.. الذي لايرى بأسا في الضياع "المؤكد" لكامل حقوق شعوبنا.. .ويتفرج منذ دهور على الجلادين المدعومين من حكوماته، وهم يخرقون فينا الصدور ويجلدون منا الظهور..!
* لا نقارن هنا بين أوضاع حماية ورعاية شعوب الغرب المدللة..وبين شعوب العرب المقهورة المستذلة..ولكن نلفت النظر إلى أن الأمريكيين المتظاهرين الثائرين على قيادتهم الجديدة (المنتخبة)..اشتركوا هذه المرة مع العرب"الغلابة" في شئ واحد ..وهو أنهم وجدوا أنفسهم فجأة (غلابة) أو مغلوبين على أمرهم أمام سلطة حمقاء غامضة..وضح أنه ستسير بهم إلى مستقبل مجهول.. في مسار غير معلوم ..على طريق انقسام شعبي غير مسبوق..!!
لن نخفي سرورنا عندما ترد بضاعتهم إليهم...وينقلب مكرهم عليهم...فما حدث في الانتخابات الأمريكية هو بالمعايير الغربية قمة القهر و(الغلب) .. الذي لأجله قد يطول في أمريكا أمد ثورة المصدومين الأمريكيين "الغلابة".. بعد أن يحول الفيل الهائج - ترامب - بلادهم إلى غابة..!